مدرسة شلشلمون الثانوية بنات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مرحبا بكم في مدونة مدرسة شلشلمون الثانوية بنات ويسرنا مشاركاتكم لنا بالرأي حتى نحقق نهضة شاملة ،وندعوكم لزيارة مدرستنا وموقعها الإلكتروني . سدد الله على طريق الجودة خطاكم وحفظكم الله ورعاكم مع تحياتنا

الجمعة، 23 مارس 2012

جدول الثانوية العامة 2012

جدول مواعيد امتحانات الثانوية العامة 2012 لطلبة المرحلة الاولى – الدور الاول بعد التعديل:
1. الأحد 10 يونيو 2012 اللغة العربية – التربية الدينية .
2. الثلاثاء 12 يونيو 2012 : التفاضل وحساب المثلثات “رياضيات 1″
3. الاربعاء 13 يونيو 2012 : الجغرافيا .
4. الخميس 14 يونيو 2012 : اللغة الأجنبية الثانية.
5. الخميس 21 يونيو 2012 : اللغة الاجنبية الاولى .
6. السبت 23 يونيو 2012 : الفلسفة والمنطق .
7. الاحد 24 يونيو 2012 : الجبر .
8. الثلاثاء 26 يونيو 2012 : الجيولوجيا وعلوم البيئة .
9. الخميس 28 يونيو 2012 : الاحياء .
10. السبت 30 يونيو 2012 : التاريخ .
11. الاحد 1 يوليو 2012: الكيمياء .
12. الاثنين 2 يوليو 2012 : علم النفس والاجتماع .
13. الاربعاء 4 يوليو 2012 : الاقتصاد – الاحصاء .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جدول امتحانات الثانوية العامة 2012 المرحلة الثانية – الدور الاول علمي علوم و رياضة و ادبي بعد التعديل
1. السبت 9 يونيو 2012 : اللغة العربية – التربية الدينية .
2. الاثنين 11 يونيو 2012 :اللغة الاجنبية الاولى .
3. الاربعاء 13 يونيو 2012 : الجغرافيا .
4. الاربعاء : 20 يونيو : الفيزياء .
5. السبت 23 يونيو 2012 : الفلسفة والمنطق .
6. الاثنين 25 يونيو 2012 : الميكانيكا.
7. الثلاثاء 26 يونيو : الجيولوجيا وعلوم البيئة.
8. الاربعاء 27 يونيو : التفاضل والتكامل .
9. الخميس 28 يونيو : الاحياء
10. السبت 30 يونيو 2012 : التاريخ – الجبر والهندسة الفراغية .
11. الاحد 1 يوليو 2012 : الكيمياء .
12. الاثنين 2 يوليو 2012 : علم النفس والاجتماع .
13. الثلاثاء 3 يوليو 2012: امتحان المستوى الرفيع – مادة التربية والوطنية
14. الاربعاء 4 يوليو 2012: الاقتصاد – الاحصاء
دعواتى لكم بالنجاح والتفوق
أ / سامى الهادى

الجمعة، 16 مارس 2012

الرياضيات والقرآن الكريم

إن ذكر القرآن الكريم للأعداد الحسابية ... والعلامات والأرقام العددية إنما يستهدف أن يستخدمها الإنسان فيما يحقق الغرض من خلق الله لها ... وتعليم الإنسان بها ... وتوجيهه إليها ... وعلاوة على ذلك فلقد وجه القرآن الكريم نظر الإنسان إلى العد والحساب في آيات كثيرة ...
فلقد وجه الله سبحانه وتعالى نظر الإنسان إلى العد ... على أنه حقيقة واقعة في حياة الإنسان فيقول تعالى :
" وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون " الحج 47 .
ويوجه الإنسان إلى عناصر الزمن التي بحسابها يصل إلى الساعات والأيام والشهور ثم السنين ... فيقول تعالى :
" هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب " يونس 5 .
ويقول كذلك في النص الشريف :
" وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب " الإسراء 12 .
وليس من تشريف للإحصاء والعد قدر ما يقرر القرآن الكريم أن الله جل شأنه قد أحصى كل من في السموات والأرض وعدهم عدا وذلك بالنص الشريف :
" إن كل من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا . لقد أحصاهم وعدهم عدا " مريم 93 ، 94 .
وعن الحساب يقول الله سبحانه وتعالى أن الشمس والقمر ... خلقهما وأمرهما وحركتهما إنما بحساب دقيق ... وذلك بالنص الكريم : " الشمس والقمر بحسبان " الرحمن 5 .
وحتى يقف الإنسان على بعض قدر الحساب وأهميته ... فقد أطلق الله سبحانه وتعالى على يوم القيامة يوم الحساب بالنص الشريف : " هذا ما توعدون ليوم الحساب "سورة ص 53 .
والله سبحانه وتعالى هو الحسيب ، وذلك بالنص الكريم : " وكفى بالله حسيبا " النساء 6 .
بل إنه جل شأنه لا تغيب عنه أية إثارة من ذرة . إذ يقول سبحانه وتعالى : " ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين " الأنبياء 47 .
وإنه سبحانه وتعالى أسرع الحاسبين ... إذ لا يأخذ منه أمر الحساب شيئا ، فيقول القرآن الكريم :
" ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين " الأنعام 62 .
والحساب إنما يشمل العديد من مختلف العمليات والاستخدامات الرقمية ففيه الجمع والطرح والضرب والقسمة ، ومثلها مما لا نعلم ... والحساب عند الله فيه أيضا ما لا نعلم . ولذلك فإن القرآن الكريم إنما يدعونا إلى ممارسة ما نعلم من الأنشطة الحسابية والدراسات العددية ، على أسس من الأعداد التي ذكرها والتي يتكون منها كل الأرقام ... ويتم بها كل الترقيم . وإذا ما استخدم الإنسان الأعداد والأرقام والحساب ... وتأملها وتدبرها في القرآن الكريم ... لوجد فيضا من الإعجاز المبين ... يثبت بلغة العصر ... ولسان الجيل ... وبالرقم العددي ... والترقيم الحسابي ... إنه وحي الله سبحانه وتعالى لخلتم المرسلين والنبيين .
الأعداد في القرآن الكريم
كما أورد القرآن الكريم كل أصول وحقائق العلوم المختلفة ، فقد أورد كذلك الأعداد باعتبارها أصول علم الحساب ، وأساس الأرقام ... وعلامة الترقيم ... وإليك الآيات القرآنية التي تذكر الأرقام والأعداد صراحة :
" قل إنما هو إله " واحد " وإنني بريء مما تشركون " الأنعام 19 .
" وقال الله لا تتخذوا إلهين " اثنين " إنما هو إله واحد " النحل 51 .
" ولا تقولوا " ثلاثة " انتهوا خيرا لكم " النساء 171 .
" فسيحوا في الأرض " أربعة " أشهر " التوبة 2 .
" ويقولون " خمسة " سادسهم كلبهم رجما بالغيب " الكهف 22 .
" إن ربكم الذي خلق السموات والأرض في " ستة " أيام " الأعراف 54 .
" لها " سبعة " أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم " الحجر 44 .
" ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ " ثمانية " " الحاقة 17 .
" وكان في المدينة " تسعة " رهط يفسدون في الأرض " النمل 48 .
" تلك " عشرة " كاملة " البقرة 196 .
هذه هي أصول الأعداد كلها ... وأسس المحاسبات جميعها ... ولكن كما يهدف القرآن الكريم دائما إلى توجيه نظر الإنسان إلى مزيد من البحث والدراسة ... وحفزه إلى الواسع من العلم والعميق من المعرفة . فقد أورد بعض الأعداد المركبة من رقمين حتى تتسع أمام الإنسان رقعة التفكير في العمل الحسابي ... والاستمرار في الاستخدام العددي .
الأعداد المركبة
" إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت " أحد عشر " كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين " يوسف 4 .
" إن عدة الشهور عند الله " اثنا عشر " شهرا في كتاب الله " التوبة 36 .
" عليها " تسعة عشر " " المدثر 30 .
" إن يكن منكم " عشرون " صابرون يغلبوا مائتين " الأنفال 65 .
" وحمله وفصاله " ثلاثون " شهرا " الأحقاف 15 .
" وإذ واعدنا موسى " أربعين " ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون " البقرة 15 .
" ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا " خمسين " عاما " العنكبوت 14 .
" فمن لم يستطع فإطعام " ستين " مسكينا " المجادلة 4 .
" ثم في سلسلة ذرعها " سبعون " ذراعا فاسلكوه " الحاقة 32 .
" فاجلدوهم " ثمانين " جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا " النور 4 .
" إن أخي له تسع " و تسعون " نعجة ولي نعجة واحدة " سورة ص 23 .
وأورد القرآن الكريم أيضا بعض الأعداد المركبة من ثلاثة أرقام كالتالي :
" قال بل لبثت " مائة " عام " البقرة 259 .
" إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا " مائتين " " الأنفال 65 .
" ولبثوا في كهفهم " ثلاث مائة " سنين وازدادوا تسعا " الكهف 25 .
وأورد كذلك الأعداد المركبة من أربعة أرقام كالتالي :
" وإن يكن منكم " ألف " يغلبوا " ألفين " بإذن الله والله مع الصابرين " الأنفال 66 .
" إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم " بثلاثة آلاف " من الملائكة منزلين " آل عمران 124 .
" بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم " بخمسة آلاف " من الملائكة مسومين " آل عمران 125 .
بل أورد القرآن الكريم العدد المركب من خمسة أرقام كقوله تعالى :
" وأرسلناه إلى " مائة ألف " أو يزيدون " الصافات 147 .
وعلاوة على ذلك وبالإضافة إليه ... فلقد أورد القرآن الكريم كسور الأعداد كالتالي :
" ولكم " نصف " ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد " النساء 12 .
" إن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه " الثلث " " النساء 11 .
" فإن كان لهن ولد فلكم " الربع " مما تركن " النساء 12 .
" واعلموا أنما غنمتم من شيء فإن لله " خمسه " " الأنفال 41 .

الاثنين، 5 مارس 2012

أهداف التنمية في الإسلام - حسن شلبي

أهداف التنمية في الإسلام :
يجب أن ندرك أن المشاريع التنموية مهما اختلفت أهدافها أو تعددت أغراضها، فإنها تتفق في الهدف العام , والمتمثل في تحقيق سعادة الإنسان, ورفاهيته، وتقدم وتطور المجتمع اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً.
إن أهداف التنمية الإسلامية للمجتمع تتحد فيما يلي :
1. هدف اقتصادي: استخدام الموارد الطبيعية لتحقيق الرخاء للجماعة والفرد.
2. هدف إنساني : وهو الهدف النهائي ، استخدام ثمار التقدم لنشر المبادئ والقيم الإنسانية المتمثلة في السلم والعدل والمعرفة .
3 0 سعادة الإنسان ورفاهيته في الدنيا والآخرة: فالإسلام يرى أن التنمية وسيلة لغاية واحدة وهي الإنسان وسعادته، لذلك فهو يرى أن التنمية خادمة للإنسان قال تعالى: " وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا " (الجاثية :13) وهذا عكس التنمية في الغرب والذي يعتبر التنمية غاية فيجعل الإنسان خادما لها .
4. التعليم : وهو أهم أهداف التنمية بل أعتبر التنمية الأم لبقية المجالات التنموية من وجهة نظر الإسلام (مثال التجربة الماليزية ، بمحاربة الفقر والجهل والمرض ، واشتراط تولي رئاسة الوزراء أن يكون قد شغل منصب وزير التربية والتعليم).
5. أن تكون بعيدة عن التبعية وأن تكون تعتمد على الذات عن طريق المؤسسات التنموية كما أشرنا سابقا (الزكاة)
حين ننطلق مع التنمية في إطار التعريف المتداول، نلمس أنّ هدف الإسلام من التنمية يختلف عن الهدف الذي تتوخّاه الرؤية الكونية المادّية. في منظومة الحضارة المادّية تنتصب التنمية المادّية بصفتها المثل الأعلى الذي يتحرّاه الإنسان والغاية التي يسمو إليها.
فالتنمية في الإسلام ليست الهدف الأعلى بل الهدف في هذه الحضارة أن تتفتّح جميع الاستعدادات الإنسانية وتتفجّر المكنونات الذاتية في الإنسان؛ وصولا إلى الكمال المطلق، وتحقيقا للسعادة الأبدية الخالدة، وما التنمية الاقتصادية إلّا مقدّمة لهذا الهدف.
انطلاقا من هذا المعنى يسجّل الإسلام أنّ المجتمع الإنساني يحتاج لكي يحقّق الرفاهية الشاملة ويرقى إلى مستوى الكمال المطلق أن يُعنى‏ - إلى جانب الجوانب المادّية والدنيوية؛ كالدخل القومي الإجمالي، ومعدّل التعليم، والحصول على مختلف إمكانات الحياة، وحرّية الاختيار، والمشاركة السياسية، وما إلى ذلك - بضرورات أخرى متمثّلة بنموّ الجوانب المعنوية ورقيّها؛ مثل الإيمان، والأخلاق، والأعمال الصالحة.
ولاشك أن لهذا الفعل العظيم غايات وأهداف سامية قصدها الإسلام من أبرزها :
• توظيف واستخدام كافة الموارد التي أودعها الله في الطبيعة لتحقيق السعادة للإنسان في حياته الدنيا تمهيدا لتوظيفها في بلوغ هدفه النهائي وهو رضا الله سبحانه وتعالى . لان ابن آدم محاسب على أفعالة وتصرفاته قال تعالى ("يَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ) الأعراف آية 129.
• تحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي للأمة , واستخدام ثمار هذا التقدم ، لنشر مبادئ وقيم الإسلام العظيمة متمثلة في السلام والعدل والعلم والحلم والاحترام .... حيث تعتبر التنمية ليست عملية اقتصادية قائمة على "إلانتاج " وإنما هي عملية إنسانية تبتغي تنمية الإنسان وتقدمه المادي والروحي معا

علاج مشكلة الفقر بين الإعجاز القرأني و العجز البشري - حسن شلبي

علاج مشكلة الفقر بين الإعجاز القرآني والعجز البشري:
جاء القرآن الكريم إلى الحياة بمنهج كامل، يهتم بالجانب المادي في حياة البشر بقدر ما يهتم بالجانب الروحي، ذلك لأن كلا الجانبين يتأثر بالآخر ويؤثر فيه.
فإذا كان حقاً ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان فهو أيضاً بدون الخبز لا يستطيع أن يحيا لذلك وضع القرآن الكريم مشكلة الفقر في مقدمة المشكلات الاجتماعية التي عالجها واهتم بها واعتبر مجرد ترك أحد أفراد المجتمع جائعاً هو تكذيب بالدين نفسه حيث قال سبحانه اريت الذي َ يكذِّب بِالدينِ. ف ذلِك الَّذي يدع اْليتيم. ولا يحض عَلى طَعامِ اْلمسكين
من هنا حرص التشريع القرآني على وضع الحلول المناسبة لمشكلة الفقر وعلاجها0
فالإسلام يريد للناس أن يحيوا حياة طيبة ينعمون فيها بالعيش الرغد، ويغتنمون بركات السماوات والأرض، ويأكلون من فوقهم ومن تحت أرجلهم، فيشعرون بنعمة الله تملأ حياتهم وبذلك يقبلون على عبادة الله بخشوع وإحسان ولا يشغلهم الهم في طلب الرغيف عن طلب مرضاة لله، و لا يثنيهم الانشغال بمعركة الخبز عن معرفة الله وحسن الصلة به.
وبهذا يستطيع الفقير أن يكون عضواً فاعلاً في الحياة يقوم بواجبه في طاعة الله، وبهذا يشعر أنه عضو حي في جسم المجتمع وأنه ليس شيئاً ضائعاً وكماً مهملاً( )0
ولم يعترف التشريع القرآني بالمسكنات في التعامل مع مشكلة الفقر، ولم يعترف أيضاً بأنصاف الحلول بل جعل لهذه المشكلة حلاً جذرياً شافياً وعلاجاً متكاملاً للقضاء عليها وتخليص المجتمع من شرورها وأخطارها وهذا الحلُّ والعلاج القرآني يتمثل في ركيزتين:
الأولى: توجيه الأنظار إلى أسباب الوقاية من الفقر ووسائلها حيث نبه المؤمنين إلى أسباب الرزق وأبواب الغنى التي تنفع المرء قبل الوقوع في الفقر حيث تعتبر وسائل للوقاية منه، ومن هذه الوسائل:
• الإيمان بأن الله هو الخالق الرازق.
• تقوى الله عز وجل.
• شكر الله على نعمائه.
• استغفار الله تعالى.
• إعمار بيوت الله.
• حسن التوكل على الله.
• الإنفاق في سبيل الله.
• عدم الإسراف والتبذير.
الثانية: وضع القرآن الكريم حلولاً مثمرة ووسائل علاجية متكاملة بحيث إذا طبقت تلك الوسائل بحذافيرها خلقت مجتمعاً خالياً من الفقر وشروره، وتلك الحلول منها ما يقع تطبيقه على الفقير نفسه فهو مطالب بالمشاركة في معالجة فقرة عن طريق العمل والكسب مع الالتزام بكل وسائل الوقاية من الفقر لأنها مفاتيح للرزق وأبواب للكسب نبه إليها رب العزة والجلال في كتابه وحث المؤمنين على التزامها واتباعها، كما أن الزواج والإنجاب والوصايا والمواريث من الوسائل العلاجية التي تعين الفقراء على حل مشاكلهم.
ومن الوسائل العلاجية ما تقع مسئوليتها على المجتمع المسلم فهو مطالب بالمشاركة في القضاء على هذه المشكلة عن طريق التكافل الاجتماعي وإيصال حقوق الفقراء إلى أصحابها من غير من ولا أذى، حيث فرض الله سبحانه وتعالى على المجتمع حقوقاً مالية للفقراء منها ما هو واجب كالزكاة والكفارات والفدية والنذور وزكاة الفطر والأضاحي على الغني دون الفقير، على القادر في غير مؤنه ومشقة دون غيره، وكذلك الهدي على حجاج بيت الله الحرام.
كما فرض التشريع القرآني لحل هذه المشكلة أيضاً حقوقاً تطوعية في الأموال تؤدى للفقراء كالصدقات والهبات وكفالة الأغنياء للأقارب الفقراء وكفالة الأيتام.
وتقع مسئولية التوزيع العادل على الدولة وولي الأمر بحيث يأخذ كل فقير حسب حاجته، وبحيث لا يكرم فقير على حساب بقية الفقراء، ولا يظلم فقير وينسى دون سائر الفقراء.
وتجدر الإشارة هنا أن الإسلام حين عالج الفقر حرص أيضاً على معالجة سببه بهدف القضاء عليه وإلقائه من المجتمع الإسلامي من غير رجعة.
فالفقير العاجز عن كسب ما يقيه وما يسد رمقه إما لضعف جسماني كأن يكون شيخاً مسناً ليس قادراً على الكسب فله حق في الزكاة والصدقات والأضاحي وكفالة الأقارب له وما إلى ذلك، وإما أن يكون الضعف بسبب موت المعيل وصغر سن الفقير فله كفالة اليتيم التي تعوضه الحنان والعطف وتوفر له لقمة عيش كريمة في ظل أسرة مؤمنه رحيمة.
وقد يكون العجز عن الكسب نتيجة لانسداد أبواب العمل الحلال في وجه القادرين عليه رغم طلبهم له وسعيهم الحثيث إلية فأولئك في حكم العاجزين لهم حقوق على الدولة وعلى أبناء المجتمع بتوفير لقمة عيش كريمة أو عمل مشروع لهم.
وقد يكون الفقر نتيجة لتكاسل الفقير وتقاعسه عن العمل مع القدرة عليه فواجب ولي الأمر مع أولئك أن يحثهم على العمل ويأمرهم به؛ كي لا يكون أولئك نقطة سوداء في جبين المجتمع وعالة على أبنائه.
ومن الفقراء نوع مستور الحال ليس عاطلاً عن العمل ولا عاجزاً عنه ولكنه يعمل ويكسب كسباً يدر عليه رزقاً لا يكفيه ولا يسد حاجته ولا يحقق له تمام كفايته، فذلك هو) المسكين (الجدير بالمعونة؛ لأن ذلك الصنف من الفقراء يغفل الناس عنه وهم كُثر في مجتمعنا وهم الذين تمنعهم عزة النفس عن طلب المعونة أو التظاهر بالحاجة فالواجب تجاه ذلك الصنف من الفقراء التنبه لهم ومساعدتهم وستر حالهم من قبل الدولة وأبناء مجتمعهم حفاظاً على كرامتهم وسداً لاحتياجاتهم ( )0
وهذه الحلول القرآنية لمشكلة الفقر لم تتنزل لمرحلة معينة من الزمن بحيث لا تصلح إلا لها، ولم تشرع لمجموعة خاصة من البشر بحيث لا يصح تطبيقها ولا تؤتي ثمارها إلا لهم بحيث تصلح لإصلاح حالهم وعلاج مشكلتهم وتتوقف صلاحيتها بموتهم ورحيلهم.
فالقرآن الكريم باق بقاء الدنيا وصالح لكل زمان ومكان، ولكل مجتمع وأمة وخالد إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وحلوله لقضايا البشر ومن ضمنها مشكلة الفقر صالحة لكل زمان ومكان ولكل مجتمع وأمة فهذه الحلول القرآنية لا ترتبط بمرحلة تاريخية معينة ولا مجتمع معين.
كما لا ترتبط بجيل معين من البشر، فحين طبقت هذه الحلول في المجتمع الأول سجلت نجاحاً شهد له العدو قبل الصديق، ومشكلة الفقر في البلاد الإسلامية اليوم ليست إلا نتيجة لعدم تطبيق شرع الله والبعد عن النظام الاقتصادي القرآني الذي وضعه سبحانه وتعالى لإصلاح خلقه وإدارة شئونهم الاقتصادية، ومعالجة مشاكلهم، بحيث لو طبق المسلمون اليوم تلك الحلول القرآنية لنجحوا في القضاء على مشاكلهم الاقتصادية وخاصة مشكلة الفقر0
فهذه الحلول الإلهية صالحة لكل زمان ومكان فقد نجح تطبيقها في المجتمع الأول وآتت ثمارها وسوف تحقق أهدافها ونتائجها الطيبة الإيجابية لو طبقت في هذا الزمان عصر الفضاء والذرة بشرط حسن التطبيق، ودقته مع إخلاص النية فيها لله رب العالمين، فما صلح به أول هذه الأمة سيصلح به آخرها.
وبالإضافة إلى الحلول القرآنية الشاملة لمشكلة الفقر التي شرعها الله سبحانه وتعالى لعباده، فإن التشريع القرآني أحاط هذه الحلول القرآنية بسياج منيع وحصن حصين من الضوابط الاقتصادية ( ) بهدف حفظ التوازن الاقتصادي وعدم الوقوع في الفقر مرة أخرى بعد القضاء عليه، وتلك الأساليب والضوابط الاقتصادية يجب تطبيقها حماية للاقتصاد الإسلامي منعاً للتفاوت الطبقي حفظاً للتوازن سواء أكان بين الأفراد على مستوى المجتمع، أم بين الأقطار على مستوى الأمة،أو بين الدول على مستوى العالم، في حال انتشار الإسلام في ربوعه وتلك الضوابط هي :
عدم السماح بالثروة والغنى إلا بعد ضمان حد الكفاية لكل فرد من أفراد الأمة فضلاً عن عدم لسماح كلية بكنز المال وحبسه عن التداول أو إنفاقه في سرف أو ترف 0
عدم السماح باستئثار أقلية بخيرات المجتمع، ذلك لأن المجتمع الإسلامي يقوم على العدل المحبة والتعاون، فالتفاوت الفاحش في توزيع الثروة واستئثار أقلية بخيرات المجتمع يتنافى العدل بل يؤدي إلى الجور وتحكم الأقلية واستبدادها، كما يولد الكراهية والحسد في نفوس لأكثرية الكادحة ويخلق الطبقية والصراع في المجتمع مما يؤدي إلى عدم الانسجام بين أفراد المجتمع كما قال تعالى :"كى لا يكُون دوَلةً بين الأَغنياء "( )0
لذلك جاء النص القرآني صريحاً بمعنى أنه لا يقبل في الإسلام أن يكون المال متداولاً بين فئة قليلة من الناس وحرمان الأغنياء دون الفقراء، لأن ذلك يجعل المال في أيدي معينة مما يؤدي إلى الاختلال في التوازن لاجتماعي.

إدارة المدونة: أ / سامى الهادى مدير المدرسة &أ / هنادى السعيد أخصائية الإعلام